هذه القصيدة .. عزيزة على قلبي . كتبتها بعاطفة صادقة جياشة . كتبتها في الأيام الأولى لعودة الحركة .
وكانت خير معبر عن انفعالاتي وفرحي حتى كادت الكشفية وأنا أن نكون جسداً واحداً ..
هذه القصيدة مهداة إلى كل اللذين انتظروا عودة الكشفية بلا كلل ولا وملل .. والى كل اللذين استقبلوها بفرح طفولي عظيم .
اقرؤوها بقلوبكم وأفئدتكم .. وعيشوا معها الفرح الذي عشته في كتابتها .
هي لكم .. لكل من وطد النفس ليكون كشافاً بكل ما تحمله الكلمة من معان سامية ..
عــودة ُالـروح ( أو المعلقة الكشفية )
رامي منزلجي
المفوض الدولي لكشاف سورية
وردُ الخدودِ وســــحرُ اللحظِ يروينا = وروعــــةُ قدّكِ الميـّاس ِتُغرينـــــــا
إن العيــــــونَ إذا ما اسّودَ بؤبؤها = تحي القتيلَ وتُردي الحـــيّ مفتونـــا
يشـــفي الجمالُ منّا كلَّ ذي سَــــقم ٍ = أو يتــــركُ المرءَ باللفتاتِ مفتونــــا
ويصرعُ الحُسُــــنُ فُرساناً ويَرميها = بينَ الرّموش ِوظلم ِاللــحظِ يشــــكينَ
نُحييكِ أمْ تــــراكِ اليومَ تُحييــــنا = ياحرَكةَ الكشفِ جددتِ الـهوى فينـــا
صبية ًكنتِ بقربِ الوصلِ توعـدنا = يوماً بيـــوم ٍولا تــــأتي تلاقيــــــــنا
عشرونَ عاماً وما أخلفنا موعدَنا = ظمأى إليك فهاتِ الكأسَ واســــقينا
في زَهوةِ العمرِ كنّا وصرنا في كهولتنا = وما مللنــا انتظــــاراً أن توافينـــــا
كنتِ ومازلتِ وتبقي اليومَ مدرسة ً = صرحــاً عظيماً من الأخلاق ِتبنينــــا
ياحرَكة َالكشـــفِ في محرابكِ قومٌ = تاهــوا ببعـــدِكِ في صحرائِهم حيـنا
وضاعوا في دروب ِالعمر ِوانكسروا = حزناً وشــقّوا عليك ِالقلـــبَ والعيـنَ
حتى أعادوكِ فعادَ اللونُ في دمِهِمْ = عَودَ الطيور ِلنور ِالفــــجر ِ يشدينـــا
ذُبنا اشتياقاً إليــكِ من محبتِـــــنا = عودي إلينا فنــارُ البـــــعدِ تكوينـــا
وأرجعينا إلى أحضــان ِخيمتِـــــنا = وأرجـــعي اللــيلَ حولَ النار ِتُدفينـا
وأرجعي لنا العمرَ الذي ســـــرقوا = أيامـَهُ منـّـــا فضـــــاعتْ من أيادينا
وأحلامُ الشـــبابِ الغــضّ ِراقصة ٌ = ســـكرا تطيّرنــــــا للمجـــدِ ترميــنا
وغابـــاتٌ تركنــا فيهـــاضحكتَنــــا = وأطربتْ أشــــــجارُها يوماً أغانينـا
وأفيــاءُ لمّا تزلْ للـــــيـوم ِتذكــرُنا = وتفخـــــــرُ يومَ أنْ كانــــتْ تفييـــنا
عدنــا إليكِ ودفءُ القلبِ خيمتَنــــا = ومحبـة ُالناس ِكلُ النـــاسِ تكــفينا
عدنـــا إليك وجــنَّ في سواعدِنــــا = عزمُ الشـبابِ لهيبـــاً رائعــاً فينــــا
عدنـــا إليك فضجـت في مرابعِنــــا = أصواتُ أشــــبال ٍوزهــراتٍ تلاقينا
عدنـــا إليك فهل مازلــــتِ طفلتَنـــا = غنجــا مدللــــــةٍ مســـكـونةٍ فـــينا
وهل ما انفك حبك موصولاً بمهجتِنا = ونـــــارُ وجدُكِ ســكرا في روابينا
ولازالــــت ضفائركِ الشقراءُ لعبتَنا = تمرجـــحنا تلاعبنـــا تناغــــــــينـا
عــدتِ وعدنــــا كأنا ما افترقنا ولا = كســرتْ يوماً كؤوسَ الحبِ أيدينـا
عدنــا نلاقيكِ بالوردِ يا مليكتَنــــا = ومهجـــــة َالقلــبِ نعطيكِ وتعطينا
ونقسمُ الروحَ فيما بيننـــــا فرحاً = فنشـرقُ بكِ اليومَ شمساً وتُمسينَ
تتزينيــنَ بتاريخ ٍلكِ حفظـــــــتْ = فيه السنيـــنُ خصالاً كــدّتِ تنسـينَ
تسعٌ وتسعونَ مرتْ دونمــا كلل ٍ = وعامُكِ المأويُ فيهِ اليومَ تشـديـنَ
ياحرَكة َالكشف ِهل تنسينَ كم ذهبتْ = مبادئُ الكشـّـافِ للأخلاق ِتَهدينــــا
وانْ ننسَ فلنْ ننسَ اليومَ من زرعوا = القصفة َالأولى في حقـــل ِماضينـــا
وأطعموها سنينـــــــــاً من شبابِهُمُ = ومن عظيم ِالفكرِ أعطوها مُحبينـــا
حتى غـــــــدتْ من بعدِهمْ شــــجراً = باســـقَ الأفنــــانِ مظلالاً يغطيــــنا
ها أنتَ اليومَ يا خيراتُ تلهمُِنــــــا = ومن كريم ِالقول ِوالأفعــــال ِتَروينا
منارة ُالأخـــلاقِ ِكنــت َلنــــا زمناً = ومن غيِركَ بالأخــلاق ِيُــــغرينــــــا
تركت َفينا قيمـــــاً بنــــــا ســكنتْ = كلَ القلـــوبِ ونامـــتْ فــي مآقينـــا
ونمْ هنيئــــأ ً يادّندشـــــيُ فإنمــــا = زرعتَ فينــا مـــنْ رؤاكَ مَعينـــــــا
علمتنــــا أنَّ الحيــــــــاة َرسالـــةُ = نحيـــا لأجلِها رافعـــــينَ جـــبينــــــا
نلقى بها كلَّ الصعــــابِ ببســــمةٍ = ولكـــل ِمحتــــــاج ٍنمـــدُّ يديــــــنـــــــا
ونصبُ من عطــفِ الكبار ِمحبة ً = يلقـى بها منــــا الصـــغارُ مُعينـــــــا
فينـــا الصداقة ُ فالجميـــعُ صديقُنا = وكلُ كشّــافٍ في المشـــرقين ِأخينـــا
شرفُ الكشافِ أضحى بعدنا قسماً = يا أيها الكشــّــافُ دُمْ صـادقاً وأمينــا
موثوقُ الكلام ِللإخلاص ِمدرسة ٌ = هل في إخلاصنـــــا أحـــدٌ يجارينـــــــا
من غيرنا للعلى سارَ بـــــلا كللٍ = وكلما نادتْ لَــنا الأجيــــالُ لبينـــــــــا
لَوّ شاءت الأوطـــانُ منا مطلبــــاً = رايةَُالمجــدِ امتشقتاها بأيديـــــــنا
في سدة ِالمجـدِ كنـــا دائما أبـــداً = نجـيءُ دومــاً أولاً أو فلا جــينــــــــا
كنـّـا وعُدّنــا والبشارُ قـــدوتُنــــا = فرددي اليـــــومَ يا دنيــــا أغانيـنـــــا
القائد رامي منزلجي